أتتهم ذات ليلة والكل مجتمع في صالة الجلوس
وأخبرتهم أنها تود أن تقرأ عليهم شيئا
فأنصت الجميع وبدأت هي بالقراءة
وما أن انتهت إلا وقد تعالت الضحكآآت وبدأ الهمز واللمز
فقال احدهم ساخرا:
لن تموتي صدقيني بل وستستيقظين غدا وستتصرفين
كما تفعلين كل يوم
وقال الآخر:
نعم وستتذكرين حديثنا لك اليوم وستضحكين على نفسك
وكيف صدقتي أوهامك !!
نظرت إليهم في ألم ودون أن تنطق بحرف
رحــــلت
*****
وفي صباح اليوم التالي
استيقظت وكما تفعل كل يوم فعلت
وما أن خرجت عليهم ورأوها ابتسموا في سخرية
ولسان حالهم يقول "ألم نصدُق فيما قلنا"
فنظرت إليهم في صمت مؤلم وداخلها يصرخ
" إحساس غريب يعتريني "
مر اليوم سريعا وبالنسبة للجميع كان اليوم كباقي الأيام السابقة
لاشيء مختلف لكن يومها ذاك كان مختلفا تماماً
شعور رهيب بالوحدة والغربة
احسآآآآس دفين بالألم وشعور مخيف قآآآتل
مزيج مؤلم من المشاعر باتت تقطنها منذ أيام
صوت هنآآآك بداخلها, من أعماق أعماقها يصرخ بقوة
ومع هذا لازال الصمت يلفها وبعكس كل ما يعتريها..تظهر
********
حل الظلام وجاء الليل ليحين موعدها مع تلك الوسادة التي هجرتها منذ فترة
أوت إلى غرفتها دون أن يشعر بها احدهم
والى سريرها اتجهت وعلى وسادتها الباردة أسندت رأسها
انتهت تلك الليلة المؤلمة لتنتهي معها أمور كثيرة
وأحلام بريئة...رحلت آخذة معها أشياء كانوا يروها بسيطة
وربما وجودها لم يكن يعني لهم الكثير
لكن رحيلها سيولد بداخلهم أحاسيس لن تموت أبدا..
********
شعشع نور الصباح ونشرت الشمس أشعتها بحرارة
تشبه قوة الظلام التي ملئت ليل الأمس
يوم يشبه البقية في روتينه لكنه يحمل رسالة
لمن يشعر بحرارة خيوط شمسه الحارقة
مر اليوم والكل مشغول بما يشغله دائما
وساعة تلو الأخرى بدأ الظلام يسيطر على الدنيا
ظلام يشبه قلوب البشر القاسية...ظلام غطى الحياة المؤلمة
ظلام يحكي قصة آلام طواها ليلة تلو الأخرى..
******
اجتمع الكل في صالة الجلوس كما فعلوا تلك الليلة
و بدؤا يتحدثون فقام احدهم ووقف كما وقفت هي تلك الليلة
وبسخرية ذكر شيئا مما قرأته
ثم قال : أتذكرون ؟؟؟
فضحكوا جميعا أما هو فشعر بألم غريب سيطر على قلبه فجأة
وإحساس مخيف جعله يسرع إلى غرفتها ليتفقدها !!!
وببطء مخالف لما يشعر به تماما فتح الباب وبصوت هادئ
ناداها لكنها لم تجب فناداها ثانية فلم تجب أيضا
فأسرع إليها وهزها بخفة وهو ينادي عليها
لكن لا من مجيب
********
صرخ بأعلى صوته صرخة ألـــم
وكلماتها الأخيرة ترن بأذنه
وبأقصى قوة يملكها ضمها إليه ودموعه تحول
دون أن ينظر إلى وجهها الذي غابت عنه مظاهر الحياة
وجسدها البارد يحكي قصة رحيلها الصامت
اجتمع الكل وتعآآآلت أصوات بكاء كانت قبل أمس
تضحك ساخرة على كلمات وداع صادقة وقلب بحاجة إلى حضن دافئ
ليبدأ مشوار وحدة قاسية..
بكاها كما لم يبكي أحدا قبلها أبدا وتمنى لو عادت إليه كما كانت تلك الليلة
لاحتواها بحضن يغنيها عما قاست لربما كان قد غادره هذا الشعور
المؤؤؤلم
غادرت في صمت كما قد عآآآشت سنين طويلة في صمت
حكت قصتها قصة ألم مرير
وكانت آخر الأحرف التي خطتها قبل رحيلها
" تألمت وحدي, وبكيت وحدي, وعشت وحدي, لكني لا أريد أن أموت وأنا وحدي"
********
ليس بالضرورة أن يحكوا ألمهم حتى نشعر بهم
ولا يعني إن لم يتحدثوا أنهم لا يتألموا
فكم منهم يبكي وحده على وسادته ألما
علينا أن نشعر بمن حولنا حتى وان لم يتحدثوا أو يحكوا
علينا أن نتفهم تصرفاتهم وان نحتويهم فمؤكد أنهم بحاجة إلى حضن يبكون فيه
علينا أن نشعر بمن حولنا أكثر
فربما كانوا يختفون من حولنا ببطئ !!!
"
عدت بعد طوووول غيااب ، عدت ونفسي تشتآآق المكان وبوحا من أعماقي
نثرته بين أيديكم وهذه اللهفة تجتاحني لمنتداي الغالي "عالم الرومانسية"
الى لقاء قريب محبتكم:اميره بصفاتي
ا